کد مطلب:205450 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:349

احسانه و کرمه
اذا ذكر أئمة أهل البیت علیهم السلام تبادر الذهن الی علم غزیر، و خلق عال، و شجاعة لا مثیل لها، و احسان و كرم فكأنهم و الفضیلة توأم.

و الحدیث فی هذا الفصل عن كرم الامام أبی عبدالله الصادق علیه السلام، و أیادیه البیضاء علی الأمة، و قد استأثر حدیث كرمه و احسانه بصفحات كثیرة من كتب التاریخ و السیرة، سجلنا منها:

1 - قال هشام بن سالم: كان أبوعبدالله علیه السلام، اذا أعتم، و ذهب من اللیل شطره، أخذ جرابا فیه خبز و لحم و دراهم، فحمله علی عنقه ثم ذهب الی أهل الحاجة من أهل المدینة فقسمه فیهم و هم لا یعرفونه؛ فلما مضی أبوعبدالله علیه السلام فقدوا ذلك، فعلموا أنه كان أباعبدالله علیه السلام [1] .

2 - قال سعید بن بیان: مر بنا المفضل بن عمر و أنا و ختن لی نتشاجر فی میراث، فوقف علینا ساعة، ثم قال لنا، تعالو الی المنزل، فأتیناه فأصلح بیننا بأربعمائة درهم فدفعها الینا من عنده، حتی اذا استوثق كل واحد منا صاحبه، قال المفضل أما انها لیست من مالی، و لكن أبا عبدالله الصادق أمرنی اذا تنازع من أصحابنا أن أصلح بینهما و أفتدیهما من ماله، فهذا مال أبی عبدالله [2] .



[ صفحه 413]



3 - قال له رجل من أصحابه: جعلت فداك بلغنی أنك تفعل فی عین زیاد - اسم ضیعة له - شیئا أحب أن أسمعه منك.

فقال علیه السلام: نعم، كنت آمر اذا أدركت الثمرة أن یثلم فی حیطانها الثلم لیدخل الناس و یأكلوا، و كنت آمر أن یوضع عشر بنیات یقعد علی كل بنیة عشرة كلما أكل عشرة جاء عشرة أخری یلقی لكل منهم مد من رطب، و كنت آمر لجیران الضیعة كلهم: الشیخ و العجوز و المریض و الصبی و المرأة، و من لا یقدر أن یجی ء، فیكال لكل انسان مد فاذا وفیت القوام و الوكلاء أجرتهم، و أحمل الباقی الی المدینة ففرقت فی أهل البیوتات و المستحقین علی قدر استحقاقهم، و حصل لی بعد ذلك أربعمائة دینار، و كان غلتها أربعة آلاف دینار [3] .

4 - أغمی علیه عند موته فلما أفاق، قال: أعطوا الحسن - الأفطس - سبعین دینارا، و اعطوا فلانا كذا. فقیل له: أتعطی من حمل علیك بالشفرة یرید قتلك؟!

فقال علیه السلام: أترید أن لا أكون من الذین قال الله عزوجل: «و الذین یصلون ما أمر الله به أن یوصل و یخشون ربهم و یخافون سوء الحساب» ان الله تعالی خلق الجنة فطیبها و طیب ریحها، و ان ریحها لیوجد من مسیرة ألفی عام، و لا یجد ریحها عاق و لا قاطع رحم [4] .



[ صفحه 414]




[1] الامام الصادق لأبي زهرة 81 الصادق للمظفري: 1 / 259؛ الامام الصادق و المذاهب الأربعة:4 / 38، أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 140.

[2] المناقب: 2 / 345، الصادق للمظفري: 1 / 267، الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 2 / 35 و أشار اليها الأستاذ أبوزهرة في كتابه الامام الصادق، ص 81.

[3] الامام الصادق و المذاهب الأربعة:4 / 39.

[4] المناقب: 2 / 345 مثير الأحزان 250 أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 225.